من بلاد عمر المختار ليبيا .......
وصل إلى ارض الجهاد والعزة والرباط.....
إلى أفغانستان مصنع الرجال......
فرح به المجاهدون أيما فرح....
وكان الإمام عبدالله عزام يكثر من الدعاء له.....
واستطاع بأخلاقه ان يحتل قلوب المجاهدين والأفغان.....
دمث الأخلاق سهل المعشر كريم الطبع والسجية.....
وكأن الله وضع له القبول في الأرض ولا نزكي على الله احدا.....
كان الطبيب الوحيد المتفرغ داخل أفغانستان بطولها وعرضها؟؟؟؟؟؟
آثر نصرة إخوانه بنفسه وماله وشهادته وكل مايملك......
وهو الذي تزينت له الدنيا ...
وفتحت أوروبا له أبوابها ليهاجر إليها ويعيش العيش الرغيد...
ويهنأ كغيره من الناس بالزوجة الحسناء والمال والمنصب ......
آثر كل ذلك واعرض عن الدنيا وانطلق ليشارك إخوانه...
يشاركهم أكلهم وكسرة خبزهم وجوعهم ومرضهم ...
وافراحم واحزانهم ويفيد المسلمين بمهنته النادرة الطب.....
كان يقضي الوقت الطويل محتسبا الأجر .....
ليلا ونهارا يستقبل افواج المرضى والجرحى من الأفغان والمجاهدين الأنصار....
كان لايدخل عملية جراحيه الا ويستخير الله قبلها ...
ويصلي ركعتين طالبا من الله تيسيرها على يديه ومستخيره بعلمه العليم .....
كان يشارك اخوانه المجاهدين المعارك ويسابقهم في الجبهة إلى العدو.....
ذات يوم وفي احد المعارك الضارية مع الشيوعيين .....
أصيب احد القادة الأفغان إصابة بالغة في بطنه .....
انشق بطنه وخرجت أمعاؤه وتمزقت أحشاؤه من الشظايا......
حمله إخوانه المجاهدون إلى الدكتور صالح (ما أجملها من مهنة لله)........
رآه الدكتور صالح ...
وقال لابد من اجراء عملية جراحية له .....
ولكن اقرب منطقة بها مستشفى تبعد يوما كاملا بالسيارة .....
وعندها ستفارق روحه جسده قبل ان يصل إلى المستشفى.......
ادخلوه احد الخنادق وأتوا له بالسراج وصلى ركعتين لله...
وبدأ يعالج القائد ويزيل الشظايا ويربط الأمعاء.....
ويخيط البطن وكل ذلك تحت نور السراج الخافت وتحت دوي القذائف......
ثم نزل القائد الى بيشاور وعالج هناك ....
ثم رجع سليما معافى يقود المعارك ضد الشيوعيين......
ضرب رحمه الله أروع المثل في البذل والتضحية ...
أتت معارك جلال آباد الشهيرة .......
وكان ممن شارك فيها .....
قدر الله له ان تكون هذه المعركة موعده مع الشهادة ان شاء الله ...
قتل في ثمر خيل في جلال آباد عام 1989م.....