بعد أن شوهنا الفراق
وبعد أن عربدت بِنا الأحزان
رحل كُلً مِنا ليلقى حتفه
وليدفع ثمن جريمة حُبهِ
عُمراً مسروقاً
وقلباً محروقاً
لازلتُ بكُل حقدٍ وعفوية
ألعن الذكريات وأنا أحتضنُها
كـَ دُعاء أُمٍ غاضبةٍ على ابنها الوحيد
تدعي عليه وتبكيه
ثُمَ تستغفر
وتنقضُ عليّ الذكريات
وكأنها خفافيشُ الكهوف
صغيرةٌ صغيرة
كثيرةٌ كثيرة
لتتحول إلى جيوشٍ من مصاصي الدماء
أراهم
يلتفون من حولي
جوعى
مرعبين
مُتعطشين
لطعم إمتصاصِ الفرح
ولايغرسون سوى أنياب الوجع
على عروق عُمري
وجسد الحُب هناكَ مصلوباً في العراء
وتأكل من رأسهِ
غربان الفراق الحاقدة
ولازالت بهِ بعض أنفاسٍ
من
ذكريات 000 ذكرياتُنا
يالذلكَ الجسدُ الطاهر الجميل
كيف أصبح بِفعل الفُراقِ
جيفةً تذروه الريـاح
هُم يستطيعون
بأن يقتلوني ويقتلوك
وينفوني وينفوك
ولكن لن يستطيعوا أبداً
بأن ينحروك في ذاكرتي
ليس لأني أحبكِ فقط
وليس لأني أنا منكِ فقط
بل لأنكِ شيئاً استحقيتُ بأن أعيش لأجله
رأيت الحياة والموت في عينيك
وعاصرت جميع الحضارات البائد
ة
على صدرك المُشرق
وصوتكِ أيتها المسروقة
يغزوني كـَ ميليشيا لاتستلم
كم هو طاهر ذلك الصوت
كَـ دُعاء المآذن
وكـَ أجراس المعابد
حينما أكتُب عنكِ فأنا مؤمن كـامل الإيمان
بأنكِ أروع أُنثى قبّلت قدماها ذات يوم الأرض
وأجمل أُنثى استنشقها ذات يوم الهواء
وأطهر جسدٍ لأُنثى أرتدتهُ ذات يوم الفساتين
أتذكرك
كُلما قرأتُ كتابَ النسيان
وأجدُني
عبثاً أرسم على صفحاتهِ
اسمك
عندما أفكرُ بأن أنساك
مُلهمتي
أجتركِ في ذاكراتي أولاً
مِن مُدن الماضي
وآخُذكِ إلى مٌدن المستحيل
لأحكيّ
كان ياما كان 000